الأحد، 29 أكتوبر 2017

الدولة الطولونية

قامت الدولة الطولونية المستقلة عن الخلافة العباسية في مصر والشام والحجاز، وهي أول دولة تستقل بالحكم عن حكومة الخلافة المركزية. وتنسب هذه إلى الدولة إلى مؤسسها أحمد بن طولون الذي كان جنديًّا تركيًّا، جاء إلى مصر نائبًا للحاكم العباسي فيها، لكنه استأثر بالحكم، ثم بسط سلطانه على الشام، حين كان العباسيون مشغولين بمقاومة ثورة الزنج.

الدولة الطولونية.. النشأة والمؤسس

شهدت الفترة الأولى من العصر العباسي الثاني -أو ما يُسمَّى بعصر نفوذ الأتراك- ظهور الدول المستقلة، بعد أن ضعفت قبضة الخلافة، وتولى أمرها مَن لم يكن في قدرة الخلفاء العباسيين الأوائل كفاءةً وحزمًا؛ فانفلت الأمر من أيديهم إلى قوادهم الأتراك الذين كانت الدولة تستعين بهم في تسيير أمورها وقيادة جيوشها، وظهر منهم شخصيات كبيرة استأثرت بالأمر دون الخليفة الشرعي، وتدخلت في تعيين الخلفاء وعزلهم. ولذلك لم يكن غريبًا أن يستأثر بعض الولاة بما تحت أيديهم، ويُنشِئوا دولاً مستقلة -وإن كانت ترتبط بالخلافة- ويحكموا من خلالها، لكن النفوذ الفعلي في الولاية كان لحكامها لا للخليفة العباسي الموجود في بغداد، ومن أبرز الدول التي ظهرت في هذا العصر الدولة الطولونية التي قامت في مصر والشام والحجاز[1].

قامت الدولة الطولونية وهي إحدى الدول المستقلة عن الدولة العباسية، وامتدت فترة حكمها في الفترة من (254- 292هـ/ 868- 905م). وتمثِّل الدولة الطولونية أول تجربة حكم محلي تحكم فيه أسرة أو دولة حكمًا مستقلاًّ عن حكومة الخلافة المركزية، وقد كان مؤسِّس هذه الأسرة أحمد بن طولون[2] جنديًّا تركيًّا، وكان والده أحد الموالي الذين أهداهم ملك بُخارَى للخليفة العباسي المأمون، وقد جاء إلى مصر نائبًا للحاكم العباسي فيها، لكنه استأثر بالحكم، ثم بسط سلطانه على الشام، وكان العباسيون مشغولين بمقاومة ثورة الزنج. وحكم بعد أحمد بن طولون ابنه خمارويه الذي عقد معه الخليفة العباسي المعتضد اتفاقًا يقضي بمنحه هو وورثته الحكم في مصر والشام لمدة ثلاثين عامًا على أن يؤدِّي للخليفة مبلغًا سنويًّا مقداره ثلاثمائة ألف دينار[3].

وبعد خمارويه بدأت الدولة الطولونية بالأفول، وأعاد الخليفة العباسي بسط نفوذ الدولة المركزية؛ إذ كانت الهيمنة في الدولة الطولونية للأتراك واليونان والنوبيين. وقد حكمها بعد خمارويه كل من جيش وهارون وشيبان حتى احتل جيش العباسيين مصر والشام بقيادة محمد بن سليمان[4]. وفي سنة 292هـ/ 905م دخلت الجيوش العباسية القطائع تحت قيادة محمد بن سليمان، الذي قبض على الطولونيين وحبسهم، وأخذ أموالهم وأرسلهم إلى الخليفة، وأزال بقايا الدولة الطولونية التي حكمت مصر والشام مدة ثمانية وثلاثين عامًا[5].

شجرة الحكام

1- أحمد بن طولون                 (254- 270هـ/ 868- 884م).

2- خمارويه بن أحمد                (270- 282هـ/ 884- 895م).

3- أبو العساكر جيش بن خمارويه (282- 283هـ/ 895- 896م).

4- هارون بن خمارويه              (283- 292هـ/ 896- 904م).

5- شيبان بن أحمد                  (292هـ/ 905م)[6].



تأسيس الدولة الطولونية

لم يكن أحد يتوقع أن يكون ذلك المملوك التركي مؤسِّسًا لدولة تحكم ذاتيًّا بعيدًا عن الخلافة العباسية.

لقد حفر التاريخ اسم أحمد بن طولون كمؤسِّس للدولة الطولونية، وهو من المماليك الأتراك، ولد عام 214هـ/ 829م، وقد نشأ نشأة دينية؛ فكان يعيب على الأتراك ما كانوا يرتكبونه من المنكرات، وقضى حياته السياسية والعسكرية الأولى في ثغر طرسوس، وتمتع منذ البداية باحترام الأتراك في حاضرة الخلافة، وبعد وفاة والده عام (230هـ/ 845م) فوَّض إليه الخليفة المتوكل ما كان بيد أبيه، كما حظي بثقة الخليفة المستعين.

بعد وفاة والده تزوجت والدته بالأمير بايكباك التركي الذي عينه الخليفة المعتز واليًا على مصر في عام (254هـ/ 868م)؛ فأرسل أحمد ليتولى حكمها بالنيابة عنه، ولم يكن له كل الولاية وإنما كان على الصلاة، وله الحاضرة المصرية (الفسطاط).

ساعدت الظروف أحمد بن طولون في تثبيت أقدامه في مصر، فقد حدث أن قُتِل بايكباك في عام (256هـ/ 870م)، فأُسنِدت ولاية مصر إلى يارجوخ الذي كانت تربطه بابن طولون عَلاقات طيبة ومصاهرة، فأقرَّه على ما بيده، وزاد في سلطته بأن استخلفه على مصر كلها، باستثناء الخراج الذي ظلَّ بيد منافسه أحمد بن المدبر الذي اشتُهِر بسوء السيرة؛ مما دفع ابن طولون إلى أن طلب من الخليفة المهتدي أن يُقِيل ابن المدبر من خراج مصر ويولِّيه إياه، فاستجاب الخليفة لطلبه، كما ولاّه إمرة الثغور الشامية على إثر اضطراب أوضاعها.

ولما تُوفِّي يارجوخ في عام (259هـ/ 873م) أضحى ابن طولون حاكم مصر الشرعي من قبل الخلافة مباشرة، فتولَّى مقاليد الأمور كلها، ودانت له الإسكندرية وبرقة، وقدَّم له أمراء الكور الخضوع والطاعة[7].

الثورات في عهد أحمد بن طولون

أولاً: ثورات العلويين:

1- ثورة بغا الأصغر:

كان أول هذه الثورات ثورة بغا الأصغر وهو أحمد بن محمد بن عبد الله طباطبا، الذي ترك العراق ونزل مع أتباعه في موضع بين الإسكندرية وبرقة يقال له: الكنائس، وذلك في جمادى الأولى سنة 255هـ/ 869م، ثم اتجه بمجموعته إلى الصعيد، فأرسل إليه أحمد بن طولون جيشًا بقيادة بهم بن الحسين، هزمهم وأتى برأسه إلى الفسطاط[8].

2- ثورة ابن الصوفي العلوي:

واسمه إبراهيم بن محمد بن يحيى من سلالة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد ثار سنة 253هـ/ 867م في مصر العليا، واستطاع الاستيلاء على إسنا في ذي الحجة سنة 255هـ/ أكتوبر 868م، فنهبها وقتل جمعًا من أهلها. ولما استفحل خطره، سيَّر إليه ابن طولون جيشًا بقيادة أزداد فتغلب عليه ابن الصوفي، ومثَّل بقائده أشنع تمثيل؛ فبادر ابن طولون بإرسال جيشًا آخر بقيادة بهم بن الحسين، فاستطاع التغلب على ابن الصوفي الذي فرَّ إلى الصحراء الغربية وظل بها ما يقرب من أربع سنوات، ثم عاد في سنة 258هـ/ 871م إلى الأشمونين ليصطدم مع ثائر آخر في أسوان هو عبد الرحمن العمري ويُهزَم، ثم يغادر بعد خلاف بينه وبين أنصاره ويدخل بلاد البجة إلى أن يصل إلى ميناء عيذاب على البحر الأحمر ومنه إلى مكة[9].

3- ثورة العمري:

قلق ابن طولون من نشاط العمري[10]، فأرسل إليه جيشًا إلا أن هذا الجيش هُزِم، ثم آثر ابن طولون السلامة معه، بعد أن كتب له العمري أنه في مائة ألف أو يزيدون. ومن محاسن أقدار ابن طولون أن العمري لم يبقَ طويلاً؛ إذ قتله غلامان من قبيلة مُضَر، وحُمِلَ رأسُه إلى ابن طولون[11].

ثانيًا: ثورة أهل مدينة برقة:

قام أهل مدينة برقة سنة 262هـ بثورةٍ، وطردوا عامل ابن طولون عليها، فسيَّر إليهم ابن طولون جيشًا بقيادة لؤلؤ الذي اتَّبع معهم سياسة اللين في البداية غير أنهم لم يخضعوا له، فاضطر لؤلؤ إلى استخدام العنف معهم، وحاصرهم، وشدَّد عليهم حتى اضطُرُّوا إلى طلب الأمان، وفتحوا أبواب مدينتهم له، فدخلها وقبض على زعماء الثورة، وعيَّن عليهم واحدًا من مواليه، ثم عاد إلى مصر[12].

ثالثًا: ثورة العباس بن أحمد بن طولون:

خرج أحمد بن طولون إلى بلاد الشام في شعبان 264هـ، واستخلف ابنه العباس على مصر، وضم إليه أحمد بن محمد الواسطي مدبرًا ووزيرًا له، لكن بطانة السوء أشارت على العباس إعلان العصيان على أبيه، والقبض على الواسطي الذي أرسل لابن طولون يُعلِمُه بما يحدث، ثم اتجه إلى برقة، ولما عاد ابن طولون إلى مصر استطاع أن يقبض على ابنه، وأن يضعه في السجن حتى مات في عهد أخيه خمارويه بن أحمد بن طولون[13].

ابن طولون والخليفة المعتمد

وعلى الرغم من أن المعتمد على الله كان يتولى منصب الخلافة فإنه لم يكن له من الأمر شيء، وكانت مقاليد الأمور في يد أخيه الموفق ولي عهده، وبلغ من تضييق الموفق على أخيه المعتمد وإبعاده عن مباشرة أمور الدولة أن احتاج الخليفة يومًا إلى ثلاثمائة دينار فلم يجدها، فقال:

أليس من العجائـب أن مثلـي *** يـرى ما قلَّ ممتنعًا عليـه

وتؤخذ باسمـه الدنيـا جميـعًا *** وما من ذاك شيء في يديه

إليـه تُجمَع الأمـوالُ طُــرًّا *** ويُمنع بعض ما يُجبى إليـه

وكان الموفق قد استقلَّ الأموال التي أرسلها إليه أحمد بن طولون لمساعدته في مواجهة ثورة الزنج التي هددت الدولة العباسية خمسة عشر عامًا (255- 270هـ)؛ مما جعل العداء يشتد بينهما[14].

وحاول ابن طولون بعد أن امتد سلطانه، واتسع نفوذه أن يغري الخليفة المعتمد بالقدوم عليه في مصر، وأن يجعل من مصر مقرًّا لدولة الخلافة؛ فكتب إليه بهذا الشأن في سنة (268هـ/ 882م)، ووعده بالنصرة والحماية، لكن الخليفة لم يُجبه إلى عرضه إلا بعد ذلك بعام، فأرسل إليه يخبره بأنه خارج إليه، وكان ابن طولون في دمشق يستعد لقمع فتنة شبَّتْ في طرسوس، غير أن محاولة الخليفة اللحاق بأحمد بن طولون فشلت، وتمكَّن الموفق من ردِّ الخليفة إلى سامراء عاصمة الخلافة، وإثنائه عن محاولته.

وترتب على هذا أن قام الموفق بعزل ابن طولون عن مصر، لكن القرار لم يلقَ قَبولاً من ابن طولون الحاكم القوي وصاحب النفوذ والسلطان، ولم يكتفِ بعدم التنفيذ، بل عقد اجتماعًا في دمشق جمع فيه القضاة والفقهاء والأشراف من أنحاء ولايته، وأعلن خلع الموفق من ولاية العهد؛ لِتحكُّمه في الخليفة الشرعي واستبداده بالأمر دونه، وكتب بذلك إلى عماله في أنحاء مصر والشام، غير أن صوت العقل تدخّل بين الطرفين، وعُقد بينهما صلح، وأُقر ابن طولون على ما تحت يديه من البلاد[15].

مظاهر الحضارة في الدولة الطولونية

كان أحمد بن طولون رجل دولة من الطراز الأول؛ فعُنِيَ بشئون دولته، وما يتصل بها من مناحي الحياة، ولم تشغله طموحاته في التوسع وزيادة رقعة دولته عن جوانب الإصلاح والعناية بما يحقق الحياة الكريمة لرعيته؛ ولذا شملت إصلاحاته وإسهاماته شئون دولته المختلفة.

1- القطائع:

أسس أحمد بن طولون مدينة جديدة في سنة 256هـ/ 870م على جبل يشكر -الذي يعرف بقلعة الكبش- بين الفسطاط وتلال المقطم، وقد سميت المدينة الجديدة باسم القطائع؛ لأن كل طائفة من رجاله اتخذت لها قطيعة لسكانها، فيقال: قطيعة السودان، وقطيعة الروم، وقطيعة الفراشين، وبَنَى القوَّاد مواضع متفرقة، فعَمُرَت القطائع، وبُنِيت فيها المساجد والطواحين والحمامات، حتى صارت القطائع مدينة كبيرة.

وبنى ابن طولون في مدينة القطائع قصرًا ضخمًا، جعل أمامه ميدانًا فسيحًا ليستعرض فيه جيشه، ثم أقام حول القصر ثكنات لجنوده وحاشيته[16].

2- مسجد أحمد بن طولون:

أراد أحمد بن طولون أن يشيد مسجدًا جامعًا بالقطائع لا تأتي عليه النيران أو تهدمه مياه الفيضان، فإن احترقت مصر بَقِي، وإن غرقت بقي، فحقَّق له المهندس رغبته، فبناه جميعه من الآجُرّ الأحمر، ورفعه على دعامات من الآجر أيضًا، ولم يُدخِل في بنائه أعمدة من الرخام سوى عمود القبلة، وانتهى بناؤه سنة 265هـ/ 878-879م، وقد استغرق بناؤه عامين. والجامع مربع الشكل، يتوسطه صحن مكشوف، تحيط من جوانبه الأربعة أربعة أروقة مسقوفة، إضافة إلى ثلاثة أورقة خارجية[17].

3- البيمارستان:

أنشأ ابن طولون بيمارستانًا سنة (259هـ/ 872م) لمعالجة المرضى مجانًا دون تمييز بين الطبقات والأديان، وجعل العلاج فيه دون مقابل، وألحق به صيدلية لصرف الأدوية، فإذا دخل المريض المستشفى تنزع ثيابه وتقدَّم له ثيابٌ أخرى، ويودع ما معه من المال عند أمين المارستان، ويظل المريض تحت العلاج حتى يتم شفاؤه، وكانت دلالة شفاء المريض قدرته على أكل رغيف كامل[18] ودجاجة، وعندئذٍ يُسمَح له بمغادرة المستشفى، وكان ابن طولون يتفقد المستشفى، ويتابع علاج الأطباء، ويشرف على المرضى[19].

4- إنشاء القناطر:

شيَّد أحمد بن طولون في الجنوب الشرقي من القطائع قناطر للمياه، وكان الماء يسير في عيونها إلى القطائع من بئر حفرة في أسفلها، وكان يرفع الماء من البئر إلى القناطر بواسطة ساقية، وقد بنيت هذه القناطر من نفس الآجُرّ الذي بُني منه الجامع الطولوني. لهذا يعتقد أن المهندس الذي شيدها هو نفس المهندس الذي شيد الجامع، ولا تزال بقية من هذه القناطر باقية إلى اليوم في حي البساتين بالقاهرة.

5- مسجد التنور:

شيَّد أحمد بن طولون مسجدًا آخر على جبل يشكر يعرف بمسجد التنور، ويذكر المؤرخون أن مسجد التنور هو موضع تنور فرعون، كان يوقد له عليه، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فاتخذوا له ما يريد، وكذلك إذا ركب من عين شمس، ويقال: إن تنور فرعون لم يزل في هذا الموضع بحاله إلى أن خرج إليه قائد من قواد أحمد بن طولون فهدمه وحفر تحته، ويبدو أنه كان يظن أنَّ هناك مالاً مدفونًا تحته ولكنه لم يجد شيئًا. وقد بنى أحمد بن طولون لهذا الجامع مئذنة، كانت تستعمل فيها النيران ليلاً لهداية الناس[20].

6- الزراعة:

بذل أحمد بن طولون قصارى جهده لتشجيع الزراعة وزيادة الإنتاج الزراعي، فأصلح التُّرَع والقنوات التي تروي الحقول، وحفر الجديد منها، وأصلح السدود المحطمة، وحمى الفلاحين من ظلم جُباة الضرائب وتعسفهم؛ مما أدَّى إلى ازدياد مساحات الأرض المزروعة من جهة، ووصول أسعار الحبوب إلى أدنى مستوى[21].

7- الصناعة:

ازدهرت الصناعة في عهد أحمد بن طولون، ويأتي على رأس الصناعات التي اشتهرت بها مصر آنذاك صناعة النسيج، من ذلك صناعة الكتان التي اكتسبت أسواقًا جديدة، وكانت تُصنع أنواع مختلفة من الكتان في مصر السفلى في مدن تِنِّيس ودِمياط ودَبِيق وشَطَا ودَمِيرة وغيرها، وفي مصر العليا في مدن الفيوم والبهنسا وإخميم. واشتُهِرَت مصر أيضًا بصناعة المنسوجات الصوفية، إضافة إلى المنسوجات المطرزة بالذهب والموشاة التي أنتجتها مدينة الإسكندرية عُرفت بجودتها العالية[22].

8- إصلاح مقياس الروضة:

قام أحمد بن طولون بإصلاح مقياس النيل بالروضة الذي أقامه والي مصر أسامة بن زيد التنوخي سنة 96هـ/ 715م لقياس ارتفاع منسوب مياه النيل، ثم جُدِّد هذا المقياس على أيام الخليفة المأمون العباسي سنة 199هـ/ 814م، ثم أُعِيد إنشاؤه زمن الخليفة المتوكل سنة 247هـ/ 861م إلى أن قام أحمد بن طولون بإصلاحه، وما زال هذا المقياس موجودًا إلى اليوم في جزيرة الروضة[23].

9- حصن الروضة:

شيد أحمد بن طولون حصنًا منيعًا بجزيرة الروضة ليكون معقلاً له، لا سيَّما أن العداء بينه وبين الموفق -أخي الخليفة المعتمد- كان على أشُدِّه، وتكررت محاولات الموفق لإبعاد ابن طولون من مصر[24].

وفاة أحمد بن طولون.. والثناء عليه

بعد عقد صلح بين ابن طولون والموفَّق، وحلول الصلح بينهما، زحف ابن طولون ليقمع الفتنة التي شبَّت في طرسوس، فلما وصل إلى هناك، وكان الوقت شتاءً والثلج كثيرًا، لم يعُقْهُ ذلك عن نصب المجانيق على سور طرسوس لإخماد الثورة، لكنه مرض ولم يستطع الاستمرار في الحصار؛ فأسرع بالعودة إلى مصر، حيث لقي ربه في 10 من ذي القعدة 270هـ/ 10 من مايو 883م[25].

وقد أثنى عليه ابن الأثير قائلاً : "وكان عاقلاً حازمًا، كثير المعروف والصدقة، متدينًا، يحب العلماء وأهل الدين، وعمل كثيرًا من أعمال البر ومصالح المسلمين"[26].

خمارويه بن أحمد بن طولون

وُلِدَ خمارويه بن أحمد بن طولون عام مائتين وخمسين هجرية، وتولَّى جيوش مصر وهو دون العشرين من عمره، وقد كان لديه كثير من الأعوان، فأولى اهتمامًا بالجيش لمواجهة ما ينتظره من تحديات، وعُنِيَ عناية خاصة بفرقة "المختارة" التي كانت تُشَكِّل جنده وحرسه الخاص، كما اهتم بمظهر الجنود وزيِّهم؛ ولذلك لقِّب بأبي الجيوش[27].

بعد وفاة أحمد بن طولون، خَلَفه ابنه خمارويه، وكان ابن طولون قد أوصى له بالإمارة وبايعه الجند عقب وفاة أبيه في ذي الحجة 270هـ[28].

علاقة خمارويه بالدولة العباسية

عندما تُوُفِّي أحمد بن طولون سنة 270هـ/ 883م قام الموفَّق بالإغارة على الشام للقضاء على الدولة الطولونية، لاعتقاده أن خمارويه لم يكن رجل حربٍ لميله إلى حياة السلم والرخاء، فاستولى الموفق على الشام حتى الحدود المصرية، لكن خمارويه أفشل خطته وردَّه على أعقابه، واستعاد سيطرة الطولونيين على البلاد الشامية حتى الموصل والجزيرة الفراتية، وانتزع من الخلافة العباسية اعترافًا له بحكم مصر -هو وأولاده- لمدة ثلاثين سنة عند عقد معاهدة صلح سنة 273هـ/ 886م بينه وبين الخليفة العباسي المعتمد ووليِّ عهده الموفَّق، على أن يكفَّ خمارويه عن لعن الموفق على منابر مصر والشام، والدعاء له مع الخليفة المعتمد على الله العباسي[29].

الجيش في عهد خمارويه

كوَّن خمارويه فرقة من أولاد الحوف -أي الذين كانوا يسكنون إقليم الحوف[30]- وكانوا يشتغلون بقطع الطرق وإلحاق الأذى بالناس، ويتميزون بضخامة الأجسام والشجاعة والبأس، فرأى خمارويه أن يستفيد من شجاعتهم وقوتهم البدنية، فأدخلهم في خدمته، وسمَّاهم (المختارة)، وكانوا يلبسون الأقبية من الحرير والديباج، ويتقلدون السيوف المحلاة، وتسير خلفهم طوائف العسكر المختلفة[31].

قصة زواج قطر الندى

فكَّر خمارويه في تدعيم علاقاته مع الخلافة العباسية عن طريق المصاهرة، فعرض على الخليفة المعتضد زواج قطر الندى ابنة خمارويه من ابن الخليفة العباسي، إلا أن الخليفة المعتضد -وكان قد سمع عن محاسن وجمال قطر الندى- طلبها لنفسه بدلاً من ابنه. وقد بالغ خمارويه في جهاز ابنته وتكلف في ذلك ما يقصر دونه الوصف من بناء القصور في كل مرحلة على طول الطريق بين مصر وبغداد لنزول العروس، كما أكثر من الجواهر والتحف حتى إنه أنفق في ذلك مليون دينار؛ مما أدَّى إلى إفلاس خزانة مصر[32].

وكان جهازها الذي أعدَّه أبوها أسطوريًّا بالغًا في الإسراف إلى حدٍّ يفوق الخيال، وهنا أدعُ المؤرخ الكبير ابن تغري بردي يصف جهازها ورحلتها من مصر إلى بغداد، حيث يقول: "إنه جهزها بجهاز عظيم يتجاوز الوصف، حتى قيل: إنه دخل معها في جملة جهازها ألفُ هاون من الذهب"[33]، "ولما فرغ خمارويه من جهاز ابنته قطر الندى، أمر فبُنِيَ لها على رأس كل مَنْزِلة تنزِل فيها قصرٌ فيما بين مصر وبغداد… فكانوا يسيرون بها سيرَ الطفل في المهد؛ فكانت إذا وافت المنزلة وجدت قصرًا قد فُرِش، فيه جميع ما تحتاج إليه، وقد علقت فيه الستور، وأُعِدَّ فيه كل ما يصلح لمثلها، وكانت في سيرها من مصر إلى بغداد -على بُعد الشُّقَّة- كأنها في قصر أبيها"[34].

وكان هذا الإسراف من قِبَل خمارويه سببًا في إفلاس مالية البلاد، وكانت مصر من أغنى الدول وأكثرها ثراءً. ويبدو أن الخلافة العباسية عندما يئست من إخضاع دولة الطولونيين بالقوة لجأت إلى إضعافها بالسياسة، حتى قيل: إن المعتضد أراد بزواجه من قطر الندى أن يُفقِر أباها خمارويه في جهازها[35].

ولم يُحسِن خمارويه الاستفادة من الأموال الجمَّة التي تركها له أبوه، فأخذ يسرف في البناء وأنواع الترف، وأهم ما قام به توسيع قصر أبيه بالقطائع، وتحويل الميدان إلى حديقة غنَّاء لم يُسمَع بمثلها. ولما كَثُر أَرَقُه وامتنع عليه النوم، أنشأ بركة من الزئبق يقال: إنها خمسون ذراعًا عرضًا، يهتز عليها فراشه لينام وهو يتهدهد، وقد شُدَّ الفراش بخيوط من حرير إلى أعمدة من الفضة، واستكثر خمارويه من الجواري والغلمان حتى ضاعت هيبته. وتُوُفِّي قتيلاً على يد بعض جواريه في دمشق في ذي الحجة سنة 282هـ/ يناير 896م[36].

الدولة الطولونية بعد خمارويه

بعد وفاة خمارويه لم تستطع مصر الاحتفاظ باستقلالها الذي تعب أحمد بن طولون في تحقيق وجوده؛ إذ أصبحت مصر ميدانًا للضعف والفوضى من ناحية، ومسرحًا لأحداث دامية أطاحت بوحدة الطولونيين، وعجَّلت بزوال نفوذهم.

وقد حكم مصر بعد وفاة خمارويه ثلاثة من البيت الطولوني لم يزد حكمهم جميعًا على عشر سنوات، وخَلَفَ خمارويه ابنُه أبو العساكر جيش (282- 284هـ)، وكان صبيًّا طائشًا منغمسًا في اللهو، وأقبل على الشرب، واتخذ من سفلة الناس حاشيةً له، وخرجت بلاد الشام وما يليها عن طاعته؛ وعندئذٍ غضب عليه قوَّاد جيشه، وتبرأ العلماء من بيعته، وانتهى الأمر بخلعه وسجنه في سنة 283هـ/ 896م، وتولية أخيه الأصغر أبي موسى هارون (284- 292هـ) وكان صغيرًا لم تزد سِنُّه على الرابعة عشرة، الأمر الذي جعله لا يصلح للحكم. وفي عهده ظهر القرامطة في بلاد الشام سنة 289هـ، وهم طائفة سياسية اتخذت الدعوة إلى إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق وسيلة لتحقيق أغراضها، ونادوا بمبدأ شيوع الثورة، وقد أسَّس أحد قوادهم وهو أبو سعيد الجنابي دولة القرامطة ببلاد البحرين سنة 286هـ؛ حيث استطاعت هذه الدولة أن تبسط سيادتها على كثير من أرجاء الجزيرة العربية، وقد أنفذ هارون جيشًا لمحاربتهم ببلاد الشام، ولكن هذا الجيش عجز عن إخراجهم من بلاد الشام وقمع خطرهم[37].

أدَّى ضعف الدولة الطولونية إلى رغبة الخلافة العباسية في إعادة مصر إلى نفوذها المطلق، فأرسل الخليفة المكتفي قائدَه محمد بن سليمان الكاتب للقضاء على الطولونيين، فنزل بحمص وبعث بأسطول إلى سواحل مصر، وفي (تِنِّيس) التقى الأسطولان العباسي والمصري، فحَلَّت الهزيمة بأسطول مصر، ووقعت تِنِّيس ودمياط في يد محمد بن سليمان، وفرَّ هارون إلى العبَّاسة -بمحافظة الشرقية- حيث قتله عمَّاه: شيبان وعدي ابنا أحمد بن طولون في صفر سنة 292هـ/ 905م، فلم يرضَ قوادُ الجند عن عملهما. ولما عُيِّن شيبان على ولاية مصر رفضوا الموافقة على تعيُّنه، وكاتبوا محمد بن سليمان، فنزل الفسطاط، وألقى النار في مدينة القطائع عاصمة الطولونيين. وهكذا قُضِي على الدولة الطولونية، وخربت القطائع، ولم يبقَ منها غير المسجد الجامع شاهدًا على عظمة الدولة الطولونية[38].

الدولة الطولونية  في عيون المؤرخين

لعلَّه من الإنصاف القول: إنه على الرغم من أن الطولونيين حكامٌ ينتمون إلى أصول غريبة عن مصر، وفدوا إليها قادمين من بغداد عاصمة الخلافة العباسية، فإن تاريخهم يمثِّل صفحة رائعة من تاريخ مصر؛ ذلك لأنهم كرَّسوا معظم جهودهم للنهوض بأمرها، وارتبطوا بها وتقربوا إلى المصريين، وأحاطوهم برعايتهم. وأبلغ دليل على ذلك ما قاله المؤرِّخ البلوي في أحمد بن طولون: "وأما إشفاقه على أهل مصر فكان يزيد على كل إشفاق، حتى إنه كان يجوز إشفاق الوالد على ولده، يحوطهم، ويرعى أحوالهم ومصالحهم، ويدفع كل مكروه عنهم"[39].

ولذلك عندما قضت الخلافة العباسية على الدولة الطولونية شعر المصريون بالحزن والحسرة، وبقيت ذكراها ماثلة في أذهانهم. ويشير المؤرخ أبو المحاسن إلى أن تلك الدولة كانت من "غُرَر الدول، وأيامهم من محاسن الأيام"[40].

أعلام الدولة الطولونية

1- في العلوم الدينية:

نبغ في عهد الدولة الطولونية عددٌ كبير من الفقهاء والمحدثين، نذكر منهم من علماء المالكية محمد بن عبد الله بن الحكم المصري المُتوفَّى سنة 268هـ/ 881م، الذي تولَّى الإفتاء بمصر، وكان فقيه مصر على مذهب مالك، وإليه تُشَدُّ الرِّحال من المغرب والأندلس، وله مصنَّفات كثيرة[41].

ومن المالكية أيضًا محمد بن أصبغ بن الفرج المتوفَّى سنة 275هـ/ 888م، وروح بن الفرج أبو الزنباع الزبيري المتوفَّى سنة 282هـ/ 895م[42]، وأحمد بن محمد بن خالد الإسكندراني المتوفَّى سنة 309هـ/ 921م[43].

أما الشافعية فقد نبغ منهم الربيع بن سليمان المرادي، صاحب الشافعي، وهو الذي روى أكثر كتبه، وقال الشافعي عنه: "الربيع راويتي"[44]. وقال أيضًا: "ما خدمني أحدٌ ما خدمني الربيع"[45]. وتُوُفِّي سنة 270هـ/ 883م[46].

ومن فقهاء الشافعية قحزم بن عبد الله الأسواني المتوفَّى سنة 271هـ/ 884م، وهو من أصل قبطي، وكان من جملة أصحاب الشافعي الآخذين عنه، وكان مقيمًا بأسوان[47]. ومن الشافعية أيضًا أبو القاسم بشر بن منصور البغدادي المتوفَّى سنة 302هـ/ 914م، الذي جاء إلى مصر وتفقَّه على المذهب الشافعي[48].

أمّا الفقهاء الحنفية، فمن أشهرهم القاضي بكار بن قتيبة الثقفي المتوفَّى سنة 270هـ/ 883م، وله أخبار في العدل والعفة والنزاهة والورع[49]. ومنهم أيضًا أحمد بن أبي عمران المتوفى سنة 285هـ/ 898م، وكان من أكابر الحنفية وهو شيخ الطحاوي[50].

2- في الطب:

اشتُهِرَت مصر في العصر الطولوني بالطب، فظهر منهم سعيد بن ترفيل، وهو مسيحي كان في خدمة أحمد بن طولون، وسعيد بن البطريق المتوفَّى سنة 328هـ/ 939م، وهو مسيحي أيضًا كانت له عِدَّة مؤلَّفات منها تاريخه المسمَّى (التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق)[51].

3- في الحياة الأدبية واللغوية:

كان أحمد بن طولون وابنه خمارويه يقرِّبان الشعراء ويبالغان في الإغداق عليهم، ومما يدل على كثرة الشعراء في مصر الطولونية ما رواه المقريزي عن القاضي أبي عمرو عثمان النابلسي في كتابه (حسن السيرة في اتخاذ الحصن بالجزيرة)؛ إذ قال: "رأيت كتابًا قَدْر اثنتي عشرة كراسة، كم يكون شعرهم مع أنه لم يوجد من ذلك الآن ديوان واحد"[52].

ومن الكُتَّاب الذين ظهروا في عهد الطولونيين جعفر بن عبد الغفار المصري، الذي اتخذه أحمد بن طولون كاتبًا له، ولم يكن لدى هذا الكاتب الكفاية والمقدرة بحيث يستطيع القيام بأعباء هذا المنصب، فأشار أحمد بن خاقان صديق أحمد بن طولون عليه بعزله، ولكنه رفض قائلاً: "أنا أحتمله لأنه مصري". فقال له ابن خاقان: "أراك أيها الأمير تفضِّل الكاتب المصري على الكاتب البغدادي". فقال له ابن طولون: "لا والله، ولكن أصلح الأشياء لمن يملك بلدًا أن يكون كاتبه منه"[53].

ووضح ازدهار الدراسات اللغوية في العصر الطولوني على يد الوليد بن محمد التميمي المعروف بولاّد، كذلك أنجبت المدرسة اللغوية أحمد بن جعفر الدينوري صاحب كتاب (المهذَّب في النحو)، وأبا جعفر النحاس صاحب كتاب (معاني القرآن ومنسوخه)، ومحمد بن حسان النحوي[54].

4- المؤرِّخون:

ظهر في مصر في العصر الطولوني بعض الكتّاب الذين اهتموا بتدوين التاريخ والخطط، ومن أشهرهم عبد الرحمن بن عبد الحكم القرشي المتوفَّى سنة 257هـ/ 871م، الذي يَمُتُّ إلى عصر الولاة أكثر مما يمتُّ للطولونيين، وكان من أهل الرواية والحديث، ثم شُغِفَ بالقصص والأخبار، وكَلِف بالتاريخ، ومن مؤلَّفاته كتاب (فتوح مصر)، ويُعَدُّ ابن عبد الحكم أول مؤرِّخ لخطط مصر الإسلامية[55].

ومن أشهر مؤرِّخي مصر في العصر الطولوني أبو جعفر أحمد بن يوسف المعروف بابن الداية، وقد ألَّف كتابًا في (سيرة أحمد بن طولون)، وكتابًا آخر في سيرة خمارويه، ويقول ابن زولاق: "وكان أبو جعفر أحمد بن يوسف الكاتب قد عمل سيرة أحمد بن طولون أمير مصر، وسيرة ابنه أبي الجيش، وأنشد في الناس، وقرأتهما عليه، وحدثتُ بهما عنه، مع غيرهما من مصنَّفاته، ثم عملتُ أنا ما فاته من سيرتهما"[56].

ويتضح من كلام ابن زولاق أن ابن الداية كانت له كتب أخرى في التاريخ، وقد أشارت المراجع الأخرى التي ترجمت له إلى هذه الكتب وهي كتاب (أخبار غلمان بني طولون)، وكتاب (حُسْن العقبى)، وكتاب (أخبار الأطباء)، وكتاب (المكافأة)[57].

وكذلك من أشهر مؤرخي الدولة الطولونية أبو محمد عبد الله بن محمد المديني المعروف بالبلويّ، ولا نعرف تاريخ مولده أو وفاته، ولكننا نعرف أنه ينتمي إلى قبيلة بَلِيّ العربية، وأنه عاش في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، وكان ابن النديم أول من ترجم له في كتابه (الفهرست)، فذكر أنه كان عالمًا وفقيهًا وواعظًا، وأنه ألَّف كتبًا كثيرة منها: كتاب الأبواب، وكتاب المعرفة، وكتاب الدين وفرائضه[58]. وقد فُقِدت هذه الكتب جميعًا ولم يبقَ من مؤلَّفاته إلا كتابه (سيرة أحمد بن طولون) الذي يُعَدُّ من أهم المصادر لدراسة تاريخ مصر والشرق الأدنى الإسلامي في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)[59].

المراجع

[1] موقع إسلام أون لاين.

[2] طولون تحريف لكلمة دولون، وتعني بدر التمام.

[3] موقع منتديات التاريخ.

[4] المصدر السابق نفسه.

[5] موقع محيط.

[6] محمد سهيل طقوش: تاريخ الدولة العباسية ص195.

[7] المصدر السابق ص195، 196.

[8] محمود محمد الحويري: مصر في العصور الوسطي ص104، 105.

[9] المصدر السابق ص104، 105.

[10] وهو ثائر ظهر في أسوان وشمال النوبة، وهو من سلالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واسمه عبد الله بن عبد الحميد بن عبد العزيز.

[11] محمود محمد الحويري: مصر في العصور الوسطي ص107.

[12] حمدي عبد المنعم محمد حسين: محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية ص53، 54.

[13] السابق نفسه ص54-57.

[14] محمود الحويري: مصر في العصور الإسلامية ص106، 107.

[15] موقع إسلام أون لاين.

[16] محمود الحويري: مصر في العصور الوسطى ص113.

[17] حمدي عبد المنعم حسين: محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية ص72.

[18] كان الرغيف في ذلك الزمن كبير الحجم.

[19] محمود الحويرى: مصر في العصور الوسطى ص114.

[20] حمدي عبد المنعم حسين: محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية ص74-76.

[21] محمود الحويرى: مصر في العصور الوسطى ص116.

[22] المصدر السابق ص116.

[23] حمدي عبد المنعم حسين: محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية ص76.

[24] المصدر السابق ص76.

[25] موقع إسلام أون لاين.

[26] ابن الأثير: الكامل 6/328.

[27] موقع مصر الخالدة.

[28] محمود الحويرى: مصر في العصور الوسطى ص110.

[29] إبراهيم أيوب: التاريخ العباسي السياسي والحضاري ص179.

[30] إقليم الحوف هو الأراضي الواقعة شرقي دمياط.

[31] محمود الحويرى: مصر في العصور الوسطى ص115.

[32] حمدي عبد المنعم محمد حسين: محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية ص67، 68.

[33] ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 3/66.

[34] المرجع السابق 3/74.

[35] موقع إسلام أون لاين.

[36] محمود الحويري: مصر في العصور الوسطى ص111.

[37] المصدر السابق ص112.

[38] السابق نفسه، الصفحة نفسها.

[39] محمود الحويري: مصر في العصور الوسطى ص113.

[40] المصدر السابق، الصفحة نفسها.

[41] السيوطي: حسن المحاضرة 1/55.

[42] المصدر السابق 1/648.

[43] السابق نفسه، الصفحة نفسها.

[44] ابن خلكان: وفيات الأعيان 2/291، 292.

[45] السابق نفسه، الصفحة نفسها.

[46] محمود الحويري: مصر في العصور الوسطى ص117.

[47] السيوطي: حسن المحاضرة 1/398.

[48] المصدر السابق 1/400.

[49] السابق نفسه 1/463.

[50] السابق نفسه، الصفحة نفسها.

[51] محمود الحويري: مصر في العصور الوسطى ص117، 118.

[52] المصدر السابق ص118.

[53] السابق نفسه ص119.

[54] السابق نفسه،  الصفحة نفسها.

[55] محمود الحويري: مصر في العصور الوسطى ص119.

[56] المصدر السابق ص120.

[57] السابق نفسه، الصفحة نفسها.

[58] ابن النديم: الفهرست ص243.

[59] محمود الحويري: مصر في العصور الوسطى ص119، 120.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوحو للمعلوميات

حوحو للمعلوميات ...